سكنت عاد في منطقة الأحقاف في شبه الجزية العربية، و هذه المنطقة تقع شمال منطقة حضر موت في جزيرة العرب، و كانوا من عباد الأصنام التي لا تضر و لا تنفع و هذه الأصنام هي هر و صمود و صد. و كانوا يتميزون بإتقانهم الشديد للبناء و تفننهم فيه، حتى أن أبنيتهم كانت شديدة الضخامة، وكانوا أيضاً يتمتعون بالشدة والقوة والترف والحياة الاقتصادية الهانئة والأنعام الكثير التي سخرها الله تعالى لهم، وأماكن تجميع المياه،
عند بعثة نبي الله هود – عليه السلام – لاقى صداً كبيراً من قومه فأعرضوا عنه و استهزأوا به، مع أنهم خلفاء قوم نوح و يعلمون صدق هود، و يعلمون أن مكانته من مكانة نوح، و لكن الكبر و العناد و سيطرة هوى النفس كان حائلاً بينهم و بين النطق بكلمة الحق و الإيمان بالله تعالى. وكانوا منكرين للبعثة بعد الموت ومنكرين لعبادة الله تعالى، فقد عانى هذا النبي الكريم مع هؤلاء الناس، فلم يؤمن معه إلا صغار القوم.
عندها جاء أمر الله تعالى بان ينزل عليهم العذاب الشديد الذي يستحقونه، نظراً لإنكارهم و استهزائهم بهذا النبي الكريم و برسالته السمحة التوحيدية التي تنجيهم من الضلال الذي يعيشون فيه، حيث أن الأصنام التي يعبودنها فلم تجعلهم على ما هم عليه من قوة و منعة و ثراء، فسلط عليهم الله عز وجل الريح العاتية والتي وصفها الله في كتابه القرآن بالصرصر، حيث دامت هذه الريح لمدة سبعة أيام وثمانية ليال، وعندما انتهت، أصبحت عاد من الماضي، فبعد القوة التي كانوا يتمتعون بها أصبحوا هباءً منثوراً وكأن شيئاً لم يكن.
0 التعليقات :
إرسال تعليق